سورة لقمان
  الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ٣١ وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا
  المدبر لأمور ما خلق {هُوَ الْحَقُّ} الذي لا ريب فيه كما دلت عليه هذه الآيات {وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ} أيها المشركون {مِنْ دُونِهِ} أي من دون الله {الْبَاطِلُ} ليس إلها ولا ربا ولا مدبرا للأمور وإنما عبادته باطل مبين، و ذلك بـ {أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ} القاهر فوق عباده الغالب على أمره {الْكَبِيرُ} المستحق للعبادة والتعظيم لا أصنامهم العاجزة الحقيرة فالله هو الحق وقوله الحق ووعده الحق.
  (٣١) {أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَةِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آَيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} {الْفُلْكَ} السفائن {تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَةِ اللَّهِ} لأنه سخر البحر والرياح التي تسوق السفائن على البحر فيسافر بها للتجارة ونقل حاجات الناس من بلد إلى بلد بنعمة الله على عباده فنعمته تعالى بتسخير البحر والرياح هي التي لأجلها أمكن السفر في الماضي، وفي الحال سخره بتعليمه للإنسان استعمال الديزل أو نحوه من المحروقات في إجراء السفائن وغيرها.
  كل ذلك {بِنِعْمَةِ اللَّهِ} وتيسيره لمواد السفائن {لِيُرِيَكُمْ مِنْ آَيَاتِهِ} الدالة على أنه الخالق المدبر لأمور عباده {إِنَّ فِي ذَلِكَ} جري الفلك، أو هو وإيلاج الليل في النهار والنهار في الليل، وتسخير الشمس والقمر {لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} فالصبار على بلاء الله وعلى طاعته والشكور على نعم الله عليه ومنها نعمة الهدى بآيات الله هو الذي يتفكر في آيات الله ويتفهم كتابه فيعرف دلائل آيات الله.