سورة السجدة
  هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ ١٠ قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ١١ وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ
  وقد قال تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ..}[الإسراء: ٨٥] فأضافه إليه، ولم يقل: من ربي.
  وقوله تعالى: {وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} {وَالْأَفْئِدَةَ} كناية عن العقول التي في الأفئدة، والأفئدة جمع (فؤاد) ونعمة الثلاثة كل واحد منها تساوي مملكة فكيف وقد جمعها الله للإنسان، وقوله تعالى: {قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} واضح {إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}[إبراهيم: ٣٤] ومنهم: من يجحد بآيات ربه، ويكذب رسله، وينكر القيامة {لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ}[القيامة: ٥].
  (١٠) {وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ} {وَقَالُوا} مع وجود آيات قدرة الله وعلمه قالوا: {أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ} سؤال منهم في معنى الاستبعاد والإنكار إذا ضلوا أي ضاعوا، بأن تحولت عظامهم تراباً وأجزاء صغيرة ضائعة في التراب أو تربت عظامهم تماماً فضاعت في بطن الأرض سألوا {أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} بعد أن ضللنا في الأرض نسوا أن الله خلقهم وخلق آباءهم من تراب {بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ} في موقف السؤال والحساب يوم القيامة بل هم به {كَافِرُونَ} جاحدون لا مجرد سؤال واستبعاد.
  (١١) {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} {مَلَكُ الْمَوْتِ} جنس من الملائكة أو فرد، لأن التوفي قد نسبه الله إلى الملائكة، قال تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ}[محمد: ٢٧]