التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة السجدة

صفحة 46 - الجزء 6

  يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ١٤ إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ١٥ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ١٦ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٧ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا


  ذلك لأن الخوف قد اضطرهم {لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا}⁣[الرعد: ٣١] باضطرارهم إلى الهدى في الدنيا، وأغنى ذلك عن اضطرارهم بإبصار ما وعدوا وسمعه وإحضار جهنم وتقطيع السماء ونسف الجبال.

  {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} فهو الذي قضت به الحكمة، لأن الله تعالى مكنهم من الهدى باختيارهم وأرسل الرسل وأنزل الكتب، فما استحقوا جهنم إلا باختيارهم لأسبابها وبعد قطع العذر بإنذارهم فكذبوا النذير وتمردوا على الله.

  (١٤) {فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} {فَذُوقُوا} أيها المجرمون سوء مصيركم هذا {بِمَا نَسِيتُمْ} في الدنيا {لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا} فلم تستعدوا له بالإيمان والعمل الصالح، بل أطعتم عدوكم وعصيتم ربكم {إِنَّا نَسِينَاكُمْ} تركناكم ترك الناسي لكم في سوء العذاب {وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ} الذي لا موت فيه بل بقاء لا نهاية له {بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} جزاء لكم بما كنتم تعملون من الجرائم وفي هذا الإنذار ما يكفي من عقل.

  (١٥ - ١٧) {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ۝ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ۝ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ