سورة السجدة
  
  سمعوا القرآن فهموه وفهموا أنه خارق للقدرة البشرية فبهرهم فسقطوا خاضعين كما {أُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ}[الأعراف: ١٢٠] والله أعلم، أو الحصر إضافي، كما بينت في أول تفسير هذه الآية.
  وقوله تعالى: {وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} بعثهم الإيمان على ذلك فسبحوا نزهوا الله عما يصف المشركون أهل الضلال في الجاهلية وأصحبوا التسبيح بحمد الله على نعمة الهدى بآيات الله وعلى سائر النِّعم {وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} عن الإيمان ولا عن غيره من طاعة ربهم كما استكبر القائلون: {أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ} فلم يؤمنوا بآيات الله فهذه ثلاث صفات للمؤمنين بآيات الله:
  الأولى: خضوعهم {إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا}.
  الثانية: أنهم {لا يَسْتَكْبِرُونَ}.
  الثالثة: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} في (تفسير الإمام زيد بن علي @): «معناه: تتنحى، وترتفع» انتهى.
  ولعل هذا تفسير بالمطابق لأن الجفاء أقله إعراض ونبوّ عن المجفوّ يدل على الكراهة له أو لعله أراد وتترفع لعلو همتها، قال في (الصحاح): «الجفاء: خلاف البر - ثم قال -: فتجافى جنبه عن الفراش: أي نبا» انتهى.
  وفي (أساس البلاغ): «جفاني فلان: فعل بي ما ساءني» انتهى.
  وفي (أمالي أبي طالب #) في (باب فضل أهل البيت $) في قصة وفاة محمد بن جعفر بن محمد $: «فقال المأمون: تلك رحم مجفوَّة منذ مائتي سنة» انتهى.