مقدمة المؤلف
  وقد يكون في التفسير خلاف بل هو الغالب فأكتب ما هو عندي الصواب ولا أتعرض للرد على خلافه رغبة في عدم التطويل، كما أنني أحياناً قد أخالف التفسير الشائع المتداول فأرجو حملي على السلامة وحسن النية وأن يجعله الناظر فيه سبباً للتأمل أو سؤال من تبين له وجه الترجيح أو سؤالي إن أمكن.
  وكثيراً ما أعدل عن التفسير بالرواية لعدم صحتها عندي وكون مدلولها خلاف الظاهر أو لعدم صحة كونها رواية عن الرسول كما في تفسير (والنازعات) حيث لم يصرح القاسم # بنسبتها إلى النبي أوالوصي، فلذلك عدلت كثيراً عن اعتماد الروايات في التفسير، وقد أعدل عنه إلى ما لا يخالفها إلا بالتعميم أو الإطلاق، لأن القرآن لا يقصر على أسباب النزول ولا يوقف تفسيره على معرفتها بل هو مستقل بإفهام معانيه مع أن معرفة الأسباب وظروف النزول تعين على فهم المعنى، وينبغي للمفسر مراعاتها والتفسير بما يناسبها ما أمكن بدون عدول عن الظاهر، وقد اعتمدت على الظاهر وحاولت التمسك بالمعنى الحقيقي ما أمكن حتى توجد قرينة بيِّنة لإرادة المجاز.
  وحيث تختلف القراءات اعتمدت قراءة أهل المدينة المنورة، وهي القراءة المشهورة، ولأنها قراءة أئمة الزيدية التي ورثوها عن آبائهم، كما اعتمدت كذلك قراءة حفص المروية عن أمير المؤمنين علي # المشهورة في العالم الإسلامي.
  هذا ولقد كنت راغبا عن القيام بهذا العمل، رغم تكرر الطلب من كثير من الإخوان، وذلك لصعوبته والحاجة فيه إلى مزيد الحذر من التفسير بغير الصواب والقول على الله بغير علم والتفسير بالرأي، حتى جاء الولد حسين وبلغني طلب سيدي مجد الدين - أن أفسِّر القرآن، وذلك لما يلاحظ