سورة يس
  إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ ١٤ قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ١٥ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ١٦ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ١٧ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ
  (١٣) {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ} اذكر لهم قصتهم ليعتبروا بها.
  (١٤) {إِذْ أَرْسَلْنَا} اذكر {إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ} كذبوا الرسولين فعززنا برسول ثالث، معناه قوينا أمرهم برسول ثالث.
  (١٥) {قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا} كذبوا رسلهم واحتجوا لذلك بقولهم: {مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا} يعني أنهم لا يصلحون للرسالة وليسوا إلا بشرا، ولا يصلح عندهم للرسالة إلا الملائكة، كما قال قوم عاد وثمود: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لاَنزَلَ مَلاَئِكَةً}[المؤمنون: ٢٥] {وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ} جحد للرسالة ونفي لما جاءت به الرسل $ {إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ} وهذا تطور منهم إلى التصريح بتكذيب رسلهم.
  (١٦) {قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ} لم يقابلوا كلامهم بالجفاء بل حققوا لهم بأنهم رسل كما قالوا أول مرة: {إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ} وأكدوا في هذه المرة بقولهم: {رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ} وقولهم: {رَبُّنَا يَعْلَمُ} بمنزلة القسم، لأنهم لو كانوا كاذبين لكانوا قد كذبوا على الله في قولهم: {رَبُّنَا يَعْلَمُ}.
  (١٧) {وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} أي إذا لم تؤمنوا لم يضرنا كفركم لأنه ليس علينا إلا إبلاغكم وليس علينا أن تؤمنوا {الْمُبِينُ} البين الواضح حتى لا يكون لهم عذر.