التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة يس

صفحة 192 - الجزء 6

  مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ١٨ قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ١٩ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ٢٠ اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ ٢١ وَمَا لِيَ لَا


  (١٨) {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ} حاولوا إسكاتهم بالقوة لما فقدوا الحجة.

  (١٩) {قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ} {طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ} أي شؤمكم معكم وهي ذنوبكم وجرائمكم وشرككم فالنحس عليكم من أنفسكم {أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ} (الهمزة) للإنكار عليهم كيف يتطيرون بأن ذكروا بالله ليرجعوا إلى الحق، وهذا هو الهدى لا يستحق التطير والتشاؤم به {أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ} تطيرتم بمن ذكركم {بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ} ولذلك تطيرتم بمن دعاكم إلى الخير.

  والإسراف: إكثار المعاصي.

  (٢٠) {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى} سارع إلى أمرهم باتباع الرسل، أي سارع يحث الخطى بسرعة لشدة إيمانه بالله، ولخطورة الحال ومعرفته بالواجب المتحتم عليه في الأمر بالمعروف، فلم يستجز التأخر ولرغبته في طاعة الله سارع، والسعي هو الإسراع في المشي، وأقصى المدينة: أبعدها. {قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} سارع إلى أمرهم باتباع الرسل.

  (٢١) {اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا} ما عليكم من اتباعهم لأنهم لا يطلبون منكم أجرا فيثقل عليكم الإيمان بسبب الغرم {وَهُمْ مُهْتَدُونَ} أي الرسل مهتدون فإن اتبعتموهم اهتديتم.