التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة يس

صفحة 193 - الجزء 6

  أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ٢٢ أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ ٢٣ إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ٢٤ إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ٢٥ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ٢٦ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ٢٧


  (٢٢) {وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي} كيف لا أعبد الذي فطرني خلقني فهو ربي المالك لي الذي يستحق أن أعبده {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} بمعنى: أنهم لا يرجعون إلا إليه يوم القيامة.

  (٢٣) {أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ} {أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً} الهمزة للإنكار بمعنى كيف أتخذ آلهة من دونه لا يدفعون عني بشفاعتهم شيئا ولا ينقذوني بقوتهم من ضر أراده ربي، وقوله: {الرَّحْمَنُ} لأن من شأنه الرحمة لولا أن العبيد يستحقون الضر لعصيانهم وتمردهم.

  (٢٤) {إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} إن اتخذت من دونه آلهة والمعنى يبين لهم أنهم في {ضَلالٍ مُبِينٍ} وهذا من الأساليب الحسنة في الدعوة حيث لم يصرح بضلالهم مباشرة بل وجه اللوم لنفسه، والمقصود قومه ليفهموا أنهم في {ضَلالٍ مُبِينٍ}.

  (٢٥) {إِنِّي آَمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ} وهنا صرح بإيمانه وأظهر عدم مبالاته بما يمكن أن يجلبه ذلك عليه من الويلات، وأكد لهم ذلك بقوله: {فَاسْمَعُونِ} إعلاناً لإيمانه، وهو يريد أن يسمعوا أنه قد آمن.

  (٢٦) {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ} المعنى خلى الباري بينهم وبينه فقتلوه ففاز بالشهادة ودخل الجنة {قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ}.