سورة يس
  أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ٣١ وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ٣٢ وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ ٣٣ وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ ٣٤ لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ ٣٥
  (٣١) {أَلَمْ يَرَوْا} في الدنيا {كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ} أي أنا قد أهلكنا قرونا كثيرة قبلهم لأن إهلاك القرون دليل على البعث والجزاء، لأنه لم يخلقهم عبثا ولا خلقهم ليكونوا حشواً للقبور، كما قال تعالى: {أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى}[القيامة: ٣٦] معناه: حشواً لبطن الأرض.
  وقوله {أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ} دليل على أن الموت ليس بعده رجعة وإنما ينتظر بأول الناس آخرهم.
  (٣٢) {وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ} كل المذكورين مجموعون {لَدَيْنَا} في موقف الحساب {مُحْضَرُونَ} للسؤال.
  (٣٣) {وَآَيَةٌ لَهُمُ} دليل على قدرته تعالى على البعث {الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا} وقد تكرر في القرآن الكريم الاحتجاج على الكفار المنكرين للبعث أحتج عليهم في سور عديدة بإحياء الأرض بعد موتها، ليدلّل على إحيائهم بعد موتهم، كإحياء الأرض بعد موتها {وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ} دليل على قدرته ودليل على نعمته فما كان يليق بحالهم أن يكذبوا رسله ويكفروا نعمته.
  (٣٤) {وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ} وجعلنا أي وجعل في الأرض بعد أن أحياها بالمطر الجنات من النخيل والأعناب، وخص بالذكر