سورة يس
  سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ٣٦ وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ ٣٧
  النخيل والأعناب؛ لاحتوائهما على مواد طبية مهمة وضرورية للجسم أكثر من غيرها كما هو مذكور في كتب الطب، إضافة إلى كثرتها وانتشارها في معظم البلدان العربية، مع ما فيهما من الآيات العجيبة الصنع الدالة على قدرته تعالى ونعمته {وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ} تسقى الجنات فتخرج الثمر.
  (٣٥) {لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ} لم تعمله أيديهم بل الله أوجد تلك النعمة {أَفَلا يَشْكُرُونَ} لأن فطرتهم تدلهم على قبح كفر المنعم، وأن ترك الشكر يعاب، فلما ذكرهم نعمته وبخهم بقوله: {أَفَلا يَشْكُرُونَ}.
  (٣٦) {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ} سبحان تنزيه لله سبحانه عمَّا قالوا، وهذا التنزيه في مقابل استبعاد الكفار لقدرته على الإحياء بعد الموت {الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا} أصناف المخلوقات كلها على كثرة المخلوقات وتعدد أنواعها، فهو الذي نوعها بقدرته تعالى كلها الجمادات والحيوانات والشجر فلا يستبعد منه إحياء الموتى ولا تقاس قدرته على قدرة المخلوق {وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ} من البشر الذي خلقهم وجعلهم أزواجا {وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ} من المخلوقات التي لم يعرفها الأولون الذين كانوا في وقت نزول القرآن.
  (٣٧) {وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ} هذه آية عظيمة فيها دلالة على قدرة الله العظيمة على الإتيان بالليل وسلخ النهار، إي إزالة النهار وفصله عنه بتغييب الشمس عن المكان الذي يأتي فيه الليل.