سورة يس
  وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ٣٨ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ٣٩ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ٤٠ وَآيَةٌ
  (٣٨) {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} أي وآية لهم الشمس فهي من دلائل قدرته حيث تجري في منازلها التي تأتي عليها في عام واحد وكل منزلة ثلاثة عشر يوما عدا الذراع فهو أربعة عشر يوما، وهكذا تجري على الدوام حتى تصل إلى مستقر لها تنتهي إليه عند القيامة {ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} لأن تقدير مرورها بمنازلها في أوقاتها المحددة، تبقى في كل منزلة العدد المحدود لا تتخلف تقدير عظيم يدل على قدرة عظيمة، {الْعَزِيزِ} الذي لا ينال، {الْعَلِيمِ} بكل شيء لأن هذا دليل على علمه، من إحكام الصنع وإتقانه فهو دليل على أنه عليم بكل شيء، لأن مثل ذلك لا يكون إلا من عليم، كما أن إجادة الكتابة لا تكون إلا من عليم بالكتابة.
  (٣٩) {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} وهذه أيضاً آية عظيمة وتدل على قدرة كبيرة حيث يزيد الهلال حتى يتم، ثم ينقص حتى يكون {كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} والعرجون القديم: هو عذق التمر الذي تقادم عهده بعد قطعه من النخلة حتى تغير لونه حتى صعبت رؤيته.
  (٤٠) {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ} لأن القمر تقطع المنازل الثمان والعشرين في شهر، والشمس لا تقطعها إلا في سنة، فقدر الباري سير الشمس على هذا التحديد {وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ} كذلك لأن الله سبحانه جعل النهار يأتي بعد الليل والليل بعد النهار، ولا تسبق الليلة الثانية فتأتي قبل أن يمر نهار بين الليلتين هذا تقدير من الله محكم لا يتخلف إلى يوم القيامة.