سورة فصلت
  الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ٣٩ إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ٤٠ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا
  (٣٩) {وَمِنْ آيَاتِهِ} من آيات الله سبحانه {أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً} عندما يتأخر المطر ويحل الجدب تراها في حالة من الضعف والإنكسار والذلة كأنها ميتة لأنها لا تصلح للإنبات {فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ} كأنها نشطت للإنبات لما عادت فيها الحياة فكأنها ارتاحت ونشطت لتنبت الشجر {وَرَبَتْ} تربوا كأنها تزيد {إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى} أحياها بالمطر أبهم المحيي هنا لأن إحياءها دليل على قدرته على إحياء الموتى كما قال: {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ}[يس: ٧٩] حين أبهمه، تعليق على الوصف الذي هو دليل أغنى عن ذكر الفاعل باسمه {إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} لا يعجزه شيء.
  (٤٠) {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا} يميلون إلى الباطل ليبطلوا كونها آيات مثل قولهم: {أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ}[الأحقاف: ١٧] ويمكن أن يكون من جملة الإلحاد في الآيات تحويل معناها إلى معنى غير صحيح، كالذين يجادلون في كرامات الأئمة والمجاهدين التي تدل على فضلهم وأن الله معهم، فإنه إذا حولها وحاول أن يبطل كونها آيات فقد يكون داخلا في قوله: {يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا}.
  {لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا} نحن عالمون بهم وسنعذبهم وهذا قد تضمنه قوله: {أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ} فليختر له العاقل أي الطريقتين {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} هذا تهديد ووعيد شديد {إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} سيجازيكم بما يناسب عملكم.