التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة فصلت

صفحة 348 - الجزء 6

  جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ٤١ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ٤٢ مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ ٤٣ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ٤٤ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى


  (٤١) {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ} الذي هو القرآن {لَمَّا جَاءَهُمْ} قالوا ليس من عند الله {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ} لا ينال.

  (٤٢) {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} هذا معنى عزته، بمعنى أنه لا يأتيه الباطل يدخل عليه من أي جهة لا من قدام ولا من وراء لأنه {تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} فهو بصير أحكم آياته.

  (٤٣) {مَا يُقَالُ لَكَ} يا رسول الله {إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ} وهو قوله: {إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ} بمعنى أنه ذو مغفرة للمتقين وذو عقاب أليم لأعداء الله المعاندين، فلا مغفرة بدون توبة وعمل صالح، ولا عقاب بدون ذنب.

  (٤٤) {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا} مثل التوراة {لَقَالُوا} هؤلاء العرب الذين حولك {لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ} لولا بينت {أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ} كيف يكون الكلام أعجمياً والمخاطب عربي؟! {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا} هذا القرآن {هُدًى} يهديهم إلى طريق الحق {وَشِفَاءٌ} لما في القلب من الريب والشكوك.