سورة فصلت
  الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ ٤٥ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ٤٦ إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ
  {وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ} لبعدهم عن الإيمان صاروا كأنهم لا يسمعون القرآن لأنهم كارهون للاستماع ومعرضون. {وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى} لأنهم ينظرون إليه نظرة الجدال والتلبيس والتشكيك فتضيع عليهم الفائدة {أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} لأن بينهم وبين الحق مسافة بعيدة فإذا دُعُوا إلى الحق كأنهم دُعُوا من مكان بعيد لا يسمعون.
  (٤٥) {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ} من قبلك، التوراة {فَاخْتُلِفَ فِيهِ} اختلف فيه اليهود كأنهم اختلفوا فيما بينهم يمكن أن السامرية أنكروا صحة التوراة حين رجع بها موسى، لأنهم أتباع السامري.
  {وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ} وهي قوله: {لاَمْلاَنَّ جَهَنَّمَ}[الأعراف: ١٨] فترتب على ذلك أنه يتركهم يعملون في الدنيا ما شاءوا ويؤخر الفصل بينهم ليوم القيامة {لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ} لحكم بينهم في الدنيا لكن قد اقتضت حكمته أنه يؤخرهم ليوم القيامة ويملأ جهنم من الجنة والناس أجمعين {وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ} من التوراة {مُرِيبٍ} شك مقلق حين لا ينظرون نظراً صحيحاً لأنهم كارهون للحق فكانوا في شك.
  (٤٦) {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا} الجزاء يوم القيامة على هذا {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ} وحده، ومن عمل سيئاً فعلى نفسه لا يضر غيره {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} بل يجازي كلا بما يستحق.