سورة الزخرف
  خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ ١٢ لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ١٣ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ١٤ وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ ١٥ أَمِ
  (١٢) {وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا} الذي خلق الأصناف كلها أصناف المخلوقات وجعلها أنواعا بقدرته لأنها بفعل فاعل مختار يفعل الشيء كيف ما شاء {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ} السفن في البحر {وَالْأَنْعَامِ} في البر {مَا تَرْكَبُونَ} نعمة للإنسان دلائل قدرة الله سبحانه ونعمته الذي هيأها تصلح للركوب والسفر هذه الإبل، و هيأ السفائن بالرياح.
  (١٣) {لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ} الإبل والسفائن {ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ} تذكروا حين أنعم عليكم بهذه التي تركبونها في التنقل لحاجاتكم؛ لأنها نعمة عظيمة تحمدون الله عليها {وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا} إما الأنعام أو السفن {وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} ما كنا له مطيقين الإبل لا نستطيع تسخيرها بقوتنا لنركبها ونسافر عليها لو لم يسخرها الباري وكذلك السفن لا نستطيع أن نسيّرها في البحر لو لم ييسر الباري الرياح تسوقها.
  (١٤) {وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} لأجل يعوض هذه الإبل التي نركبها في الآخرة مقابل ما تحملت في الدنيا من المشقة.
  (١٥) {وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا} هؤلاء المشركون جعلوا لله من عباده جزءاً وهو القادر على كل شيء والمنعم عليهم والعالم بكل شيء ما له نديد لكن جعلوا له من عباده جزءاً، لأنهم جعلوا أنفسهم وفيما ذرأ من