التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الزخرف

صفحة 382 - الجزء 6

  اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ ١٦ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ١٧ أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ ١٨ وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ ١٩ وَقَالُوا لَوْ شَاءَ


  الحرث والأنعام شركا بعضها للأصنام وبعضها لله حين قال: {وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ}⁣[الأنعام: ٩٤] {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ} بيّن الكفر للنعمة لأن تلك الأصنام ما خلقت ولا رزقت والباري الخالق الرازق فالكل له.

  (١٦) {أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ} على ما تقولون، كيف تفكرون حين تقولون: اتخذ له البنات وأنتم يصفيكم بالبنين يهب لكم البنين، لمَّا زعموا أن الملائكة بنات الله.

  (١٧) {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا} بالبنات التي قد جعلها لله {ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا} حين يقولون له: قد ولدت امرأته وجاءت ببنت {وَهُوَ كَظِيمٌ} مملوء غيظاً

  (١٨) {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ} كأنه يقول: هل ولد له من ينشأ في الحلية المرأة التي تنشأ في الحلية {وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} وهي امرأة فيها عيٌّ ليست مثل الرجل في الخصام.

  (١٩) {وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا} هذه جهالة كبيرة بغير مستند أصلاً، لم يستحيوا أن يجعلوهم إناثاً بغير مستند، وهم يكرهون الإناث ولا يريدون أن يأتي لهم إناث، ولكنهم يجعلون لله إناثاً.