سورة الجاثية
  هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ ١١ اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ١٢ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا
  أمير المؤمنين: «وأنك طريد الموت الذي لا ينجو منه هاربه» {وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} هذه أموالهم التي كسبوها واشتغلوا بها وأحبوها وجعلوها الخير كله لا تنفعهم يوم القيامة، ولا تدفع عنهم أي شر وكذلك ما اتخذوا من دون الله آلهة.
  (١١) {هَذَا هُدًى} هذا القرآن هدى لمن اهتدى به للمؤمنين الذين يقبلونه {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ} يردون الهدى ولا يقبلونه {لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ} من أقذار، زقوم وغسّاق وغيرها {أَلِيمٌ} شديد الألم.
  (١٢) {اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ} المسخر هو الله، يبين لنا أنه المنعم علينا وأنه الإله وأنه الذي يبعثنا ونرجع إليه، هذه قضيتان يمضي السياق لإثباتهما وهما: كونه الإله الواحد، وأنه الباعث لنا الذي نرجع إليه، لأن المشركين منكرون للبعث وكان السياق في ذكر دلائل قدرته ونعمته لإثبات الأمرين.
  {اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ} فهذه نعمة عظيمة ودليل على قدرته حين أن البحر يتحرك ويتموج ولكن لا إلى حد يمتنع السفر فيه على السفن، والتي تسوقها الرياح فيه بقدرة الله.
  {وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ} تسافرون لحاجاتكم من أرض إلى أرض للتجارة أو غيرها {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} نعمته حينما تعلمون أنه المنعم عليكم فتعبدوه وحده.