التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الجاثية

صفحة 421 - الجزء 6

  مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ١٣ قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ١٤ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ١٥ وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ١٦ وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا


  (١٣) {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ} كذلك سخرها مثل الشمس والقمر والنجوم كل واحد منها له دور معين في نفع البشر {وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ} وكذلك سخر ما في الأرض من النباتات والحيوانات والمعادن كلها مسخرة للإنسان على اختلافها في منفعتها للإنسان، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} الذين يتفكرون بعقولهم فيفهمونه وينتفعون ويهتدون.

  (١٤) {قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ} هذا في أول الإسلام حينما كان المسلمون لا يزالون قلة ومستضعفين أمرهم بالتروي والتحمل عندما يسئ إليهم الكفار حتى لا يدخلوا في حرب وهم غير مؤهلين {لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} يجزي الكفار بما أساءوا ويجزي المؤمنين بما صبروا وأحسنوا.

  (١٥) {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا} طاعة الله وتقواه {فَلِنَفْسِهِ} نفع نفسه بها؛ لأنه سيذهب إلى الآخرة وقد فاز بالجنة ونجا من النار {وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا} فعلى نفسه كذلك الضر عائد عليه {ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ} وحده {تُرْجَعُونَ} لا ترجعون إلا إليه ويسأل ويحاسب ويجازي.

  (١٦) {وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ} فلست بأول إنسان ينزل عليه، وليس القرآن أول كتاب، فقد أنزلنا على بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة، فكان فيهم أنبياء متعددون.