اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ١٧ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ١٨ إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ ١٩

  {وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ} حين أعطاهم المن والسلوى وغيرها {وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} بإنزال الكتب وإرسال الرسل وجعل الأنبياء منهم في الماضي.

  (١٧) {وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ} في التوراة وغيرها من الكتب، من أمر الله وتشريعه {فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ} اختلفوا بغياً بينهم بعد ما قد علموا بالحق، ورأوه واضحاً في التوراة وغيرها فاختلفوا بسبب اختلاف الأهواء والسياسات السائدة {إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} إن الله الذي يحكم بينهم يوم القيامة وينصر الحق ويعاقب على الباطل.

  (١٨) {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ} بعد ما آتيناهم الكتاب والحكم في الزمان الأول، فأنت يا رسول الله في هذا الزمان قد جعلناك على شريعة من الأمر بإنزال هذا الكتاب والوحي إليك.

  الشريعة: طريقة واضحة واسعة، كأن أصلها شريعة الماء، طريقه الواسعة {فَاتَّبِعْهَا} اتبع هذه الشريعة التي جعلناها لك من الله {وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} وهم هؤلاء المشركون الذين لا يعلمون بشيء وإنما هم جاهلون.

  (١٩) {إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} لن يكفوا عنك شيئاً من عذاب الله لو عذبك {وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} هم الذين يتآخون ويتآزرون على الباطل.