سورة الجاثية
  هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ٢٠ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ٢١ وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
  {وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ} المتقون فقط هو وليهم أما الظالمون فهم خارجون عن ولاية الله إنما يتولون بعضهم البعض في الدنيا ويوم القيامة يتعادون كما قال: {ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ..}[العنكبوت: ٢٥].
  (٢٠) {هَذَا} القرآن {بَصَائِرُ لِلنَّاسِ} لأنه ينور قلوبهم ويهديهم إلى الحق، يهدي للتي هي أقوم، فهو بصائر للناس لكافة الناس لأنه ميسر وهذا يدل على إمكانية فهمه للجميع، ولا يختص بفهمه أفراد معينون {وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} فهو هدى ورحمة لمن يوقنون بآيات الله ويوقنون بأنه من الله ويؤمنون به وبالآخرة فهو هدى لهم يهتدون به ورحمة ينجون به من عذاب الله ويدخلون الجنة.
  (٢١) {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ} هؤلاء الذين ينكرون القيامة وينكرون الجزاء، سؤال يوبخهم هل يظنون أن الله سوف يجعلهم كالمؤمنين سواء بأن يموتوا ولا يبعثوا ليجازوا على ما اجترحوا من السيئات كلا ... لا بد من الجزاء يجزي المؤمنين بالجنة ويجازي الكفار الذين اجترحوا السيئات بالعذاب فلابد من البعث {سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} حكمهم هذا سيء لأنه خلاف الحق والعدل، لأن من عدله أن الله يجزي المؤمنين بالخير والكفار بالعقوبة ولا يجعلهم سواء.