التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الجاثية

صفحة 425 - الجزء 6

  حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ٢٥ قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ٢٦ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ ٢٧ وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ٢٨ هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا


  (٢٥) {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} حينما يسمعون آيات الله وهي تبين لهم أنه لا بد من القيامة وأن الله يبعث من في القبور وأنه يجازي كلا بعمله لا يجدون حجة للرد على ذلك إلا قولهم: {ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} أعيدوهم إلى الحياة الآن، يريدون أن يتحكموا على الله سبحانه.

  (٢٦) {قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ} في الدنيا {ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ} ولا شك فيه ولا بد منه {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} أن الله سبحانه القادر على كل شيء.

  (٢٧) {وَلِلَّهِ} وحده {مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} فالمرجع إليه يوم القيامة وحده يرجعون إليه فيحاسبهم ويجازي كلا بعمله {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ} حين تقوم الساعة ويرجع الناس إلى الله وحده لا تنفعهم لا الشركاء ولا غيرهم قد خسروا أنفسهم وأهليهم.

  (٢٨) {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً} كأنه حين تصرخ جهنم لأنه قال في حديث في (مجموع الإمام زيد بن علي @) ما معناه: «إنها تصرخ جهنم صرخة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا جثى على ركبتيه» فكأنها تبطل القوة من شدة الفزع.