التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الجاثية

صفحة 427 - الجزء 6

  إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ ٣٢ وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ٣٣ وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ٣٤ ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ


  (٣٢) {وَإِذَا قِيلَ} أي في الدنيا {إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا} كان القرآن وكان الرسول يقول لكم إن وعد الله حق وأنه سيأتي بالقيامة ويأتي بالجزاء ويأتي بالجنة والنار {قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ} أنكرتم ورفضتم الإيمان بها {إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا} قلتم نظن، وذلك معاندة {وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ} والسبب أنهم معرضون رافضون لأن يتأملوا أن الله أصدق القائلين لا يمكن أن يقول ذلك في القرآن إلا وهو الحق لأن القرآن منزل منه سبحانه والدليل عجزهم عن أن يأتوا بمثل سورة منه.

  (٣٣) {وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا} أي جزاء ما عملوا، وسوءه {وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} كل ما كانوا يستهزؤون به من العذاب الموعود به والقرآن والرسول لأنهم عذبوا بسبب استهزائهم به ولم يجدوا لهم منه مخرجاً كأنه أحاط بهم.

  (٣٤) {وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ} في العذاب كأنهم منسيون حينما يتركون في العذاب دون التفات إلى دعائهم وشكواهم {كَمَا نَسِيتُمْ} في الدنيا {لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا} لقاء الله في الآخرة فاليوم ننساكم النسيان هذا كأنه من يوم المحشر حينما يتركون هناك لا ينظر إليهم أحد ولا تقضى لهم حاجة فصاروا كالمنسيين {وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ} تدخلونها وتأوون إليها لا مأوى لهم إلا هي {وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} لا ينصركم أصنامكم ولا غيرهم.