سورة الأحقاف
  رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ١٣ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٤ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ١٥ أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ
  (١٣) {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ} هذا كناية عن كونهم قالوا: لسنا عابدين إلا له، ولا إله إلا هو فنحن مسلمون له مخلصون له عبادتنا لأنه ربنا الذي خلقنا المالك لنا فهذا كناية عن هذه المقالة {ثُمَّ اسْتَقَامُوا} على عبادة الله وحده {فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} لا يُخاف عليهم من العذاب لا في الدنيا ولا في الآخرة.
  (١٤) {أُولَئِكَ} أهل هذه الطريقة {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا} لا يخرجون منها {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ثواباً على ما قدموه من الأعمال الصالحة.
  (١٥) {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا} أن يحسن إليهما {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا} وهذا يدل على أن الأم أولى من الأب، يعني هي أحق بالزيادة في البر والإحسان لأنها حملته كرها ووضعته كرها لأن حملها يكون على مراحل كل مرحلة أصعب من التي قبلها، ابتداء بمرحلة العلوق والتي فيها يتغير مزاجها وتعاف الكثير من المأكولات وغيرها. ثم مرحلة الثقل ومتاعبها، إلى وقت الوضع ومشاقه، دع عنك ما بعد ذلك من الحضانة والرضاع وما يليها ..