سورة الأحقاف
  وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ١٧ أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ ١٨ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ١٩ وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي
  (١٧) {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا} هذا الولد العاق لوالديه يتأفف تضجراً منهما قائلاً لهما: {أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ} كيف تعدانني بأني سأخرج من قبري {وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي} القرون الأمم الماضية ما خرجوا من قبورهم فلماذا أنا سأخرج {وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ} من هذا الكلام المقلق لهما كأنهما قد خافا عليه من أن يعجل له العذاب جزاء كلامه هذا، فيقولان له: {وَيْلَكَ} دعاء عليه، ولكن القصد منه الحث الشديد له ليؤمن {آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} آمن بالآخرة لأن الله قد وعد بها وبالبعث بعد الموت.
  {فَيَقُولُ مَا هَذَا} أي الوعد الذي في القرآن {إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} كفر بالقرآن إضافة إلى كفره بالآخرة - نعوذ بالله - هذه طريقة عاق والديه.
  (١٨) {أُولَئِكَ} أهل هذه الطريقة {الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ} كلمة العذاب قد صدقت عليهم ودخلوا فيها، وهي: {لاَمْلاَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}[هود: ١١٩] {فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ} ضمن أمم قد دخلوا فيها {إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ} إنهم كانوا في الدنيا خاسرين لما كفروا.
  (١٩) {وَلِكُلٍّ} من المؤمنين والكافرين كلهم لهم {دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا} كل يجازى بقدر عمله من ثواب أو عقاب {وَلِيُوَفِّيَهُمْ} حينما يجعل لكل على قدر درجته يوفيهم {أَعْمَالَهُمْ} الصالحة والسيئة {وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} لا ينقص على أحد مما يستحق شيء.