سورة الأحقاف
  مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ٢٦ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ٢٧ فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ
  {كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ} نعذبهم لا نهملهم وإنما نؤجلهم نمهلهم مدة وبعدها نعذبهم هذا إنذار لمن في زمان رسول الله ÷ يخبرهم أنها سنة الله سبحانه أن يعذب الكفار المتمردين عليه إذا استمروا في التمرد ولم يجد فيهم الإنذار وحينما يهمون برسولهم أن يأخذوه.
  (٢٦) {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ} أي الأمم الماضية مثل قوم عاد وغيرهم مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا لم نمكنكم فيه (إن) نافية يعني مكناهم أكثر مما مكناكم، فكانوا أقوى منكم {وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً} مع قوتهم المادية كان لديهم قوة إدراك ومعرفة لو استعملوها {فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ} ما نفعتهم لأنهم عطلوها لعدم استعمالها {إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ} لجحودهم بقدرة الله ضاعت الحكمة والبصيرة وحسن التدبير {وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} وحاقت بهم الآيات التي كانوا يستهزءون بها، وعذبوا بسببها.
  (٢٧) {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى} التي تمرون بها وترونها على طريقكم مثل قرية قوم لوط ونحوها {وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} صرفنا الآيات لهم للأولين لما حولكم من القرى، يعني: أهلكناهم بعد ما صرفنا لهم الآيات فما قبلوها.