التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الأحقاف

صفحة 443 - الجزء 6

  بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ٣١ وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ٣٢ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ٣٣


  (٣١) {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ} القرآن أو الرسول الداعي إلى الله بهذا القرآن لا فرق {وَآمِنُوا بِهِ} بالرسول وبالقرآن {يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ} فائدة الإيمان: أن يغفر لكم من ذنوبكم التي ارتكبتموها في الماضي {وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} لتسلموا من عذاب النار.

  (٣٢) {وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ} من لا يجب داعي الله فلن يفوت على الله لا مفر له منه ومن عذابه {وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ} ليس له من دون الله أولياء ينفعونه ويحسنون رعايته وينقذونه من النار {أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} ضياع بيّن لمّا صدوا عن الحق وعدلوا عن طريق السعادة إلى طريق الشقاوة هذا ضياع بيّن.

  (٣٣) {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ} أن الذي خلق السموات والأرض ما عيي في خلقهن لم يتردد بل خلقها بقدرته مع ضخامتها واتساعها وكبرها لم يشق ذلك عليه أو يتردد في كيفية خلقها {بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} فكيف لا يكون من كان كذلك قادراً على أن يحيي الموتى فالعملية هذه أسهل من خلق السموات والأرض كما قال: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا}⁣[النازعات: ٢٧] {بَلَى} أي أنه قادر سبحانه {إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} قدير على كل شيء، وليس فقط خلق الإنسان بعد الموت.