التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الأحقاف

صفحة 444 - الجزء 6

  وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ٣٤ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ ٣٥


  (٣٤) {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ} العرض على النار تقدم الكلام في تفسيره ... وفي ذلك الموقف يقرون أنهم كانوا منكرين له فيقال لهم: {أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ} هذا العذاب الذي أنذرناكم في الدنيا {قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا} أقروا به بل صاروا يقسمون بالله أنه حق ... ربما تصوروا أن ذلك سينفعهم {قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} لا محيص عن العذاب الذي كانوا في الدنيا يكفرون به.

  (٣٥) {فَاصْبِرْ} الخطاب لمحمد ÷ {كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} أهل الثبات والصبر، وقوة الإرادة، مثل نبي الله نوح، ونبي الله إبراهيم {وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ} العذاب لقومك {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ} هذا تعبير عن قرب العذاب المعد لهم في الآخرة، وحين يرونه يتصورون أنهم ما لبثوا في بطن الأرض أي من بعد موتهم إلا ساعة من نهار.

  {بَلَاغٌ} هذا القرآن بلاغ وإنذار لهم يبلغهم {فَهَلْ يُهْلَكُ} بعد هذا البيان، وهذا الإنذار، وهذه الحجج الواضحة {إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ} الفجرة الخبثة البعيدون عن قبول الحق.