سورة محمد
  تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ٢٢ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ٢٣ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ٢٤ إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ ٢٥ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا
  (٢٢) {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ} أيها المنافقون أمور الناس وصارت مقاليدها بأيديكم {أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} وهذا السؤال كأنه سؤال تقرير، على أنهم إن تولوا سعوا في الأرض فساداً، وقد كانوا كذلك عندما تولوا، والكل يعرف تاريخ (بني أمية) وظلمهم لأهل البيت $.
  (٢٣) {أُولَئِكَ} أهل هذه الصفة الذين يفسدون في الأرض ويقطعون أرحامهم {الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} أي طردهم من رحمته فخذلهم وأضلهم بالخذلان فلا يسمعون الحق سماع انتفاع ولا يبصرونه كذلك.
  (٢٤) {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} دليل على أن القرآن معد ليفهموه لو تفهموا لكنهم معرضون عنه {أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} كأن على قلوبهم أقفالاً ما تتفتح ليدخلها القرآن وتفهمه ربما لشدة كراهتهم للقرآن.
  (٢٥) {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى} هؤلاء المنافقون كأنهم ارتدوا عن الإيمان مع أنهم قد رأوا الهدى في القرآن وبان لهم أنه من الله وبعد هذا ارتدوا {الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ} سهل لهم الردة وهون أمرها عليهم {وَأَمْلَى لَهُمْ} الإملاء الإمهال كأنه مد لهم في الآمال بمعنى مناهم طول العمر.