التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة محمد

صفحة 457 - الجزء 6

  لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ ٢٦ فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ٢٧ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ٢٨ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ ٢٩ وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ ٣٠ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ


  (٢٦) {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ} أي للكفار {سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ} وبهذا صاروا مرتدين {وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ} يعلم إن كانوا أسروا هذا القول للكفار.

  (٢٧) {فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ} عقوبة عاجلة إذا توفتهم الملائكة يعذبونهم عند الوفاة.

  (٢٨) {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ} أي بسبب أنهم اتبعوا ما اسخط الله أي أغضبه {وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ} وكرهوا ما يرضيه {فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} التي كانوا عملوها قبل ردتهم.

  (٢٩) {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} أم بمعنى بل والهمزة: بل أحسب الذين في قلوبهم مرض النفاق وسوء النية {أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ} الضغن الحقد لعلها أحقادهم على الرسول وعلى المؤمنين هل ظنوا أن لن يظهر الله تلك الأضغان.

  (٣٠) {وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ} أريناك المنافقين هؤلاء واحداً واحداً بطريقة واضحة {فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ} بعلاماتهم {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} فلتات اللسان التي تدل على نفاقهم من الكلام الذي يبدي ما يضمرون من الشر، كما قال أمير المؤمنين: «ما أضمر أحد شيئا إلا ظهر على صفحات وجهه وفلتات لسانه» {وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ} كلكم المؤمن والمنافق وغيره.