سورة محمد
  الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ٣٥ إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ ٣٦ إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ ٣٧ هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ
  (٣٥) {فَلَا تَهِنُوا} رجع الأمر إلى الجهاد حين حث على الجهاد في قوله: {إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} {فَلَا تَهِنُوا} الوهن: اللين ضد الصلابة، أمرهم بأن يستمروا في صلابتهم في دين الله وضد أعداء الله {وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ} الصلح {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ} والحال أنكم الأعلون بنصر الله، وكونه معكم لأنه مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وفي هذا نهي واضح عن طلب الصلح حتى ولو كانوا ضعفاء في العدة والعدد لكون الله معهم، والقصد النهي عن طلب السلم وليس نهياً عن قبوله إذا عرض عليهم، كما قال: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا}[الأنفال: ٦١].
  {وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} الله غير مضيع لأعمالكم، والموتور هو الذي يُقتَل قريبه يسمونه موتوراً والذي يحبط عمله ويبطل عليه يشبّه بالموتور.
  (٣٦) {إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ} هذا ترغيب في الجهاد لكون الدنيا ليست بشيء وإنما هي متاع قليل {وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ} إذا آمنتم واتقيتم الله يعني لا يسألهم أموالهم كلها، بل المطلوب أن ينفقوا بعضاً منها.
  (٣٧) {إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ} يستقصي عليكم في تسليمها كلها {تَبْخَلُوا} بها وترفضوا {وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ} أي بسبب طلب المال كله يقع ضعنكم على الرسول ÷.