التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الفتح

صفحة 468 - الجزء 6

  مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ١٤ سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا ١٥ قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي


  (١٣) {وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} بل نافق وأظهر خلاف ما يبطن {فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا} سواء نافق، أو أظهر كفره.

  (١٤) {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} الملك له في العالمين كلهم {يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} إذا أراد أن يعذبكم فالأمر له، ومشيئته على الحكمة، وليست اعتباطا أو مجرد صدفة {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} لمن تاب إليه ورجع إليه، هو يفتح باب التوبة لمن عصاه.

  (١٥) {سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا} هؤلاء الذين تخلفوا أول مرة، سيقولون في المستقبل وحينما تكونون قد وعِدتم بغنائم في معركة ما {ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ} دعونا نخرج معكم نجاهد لننال من الغنائم {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} الذي قال: {فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِي أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِي عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ}⁣[التوبة: ٨٣].

  {قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ} هو كلام لا يتبدل يعني في منع الخروج معه {فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا} لا تريدون أن ننال من الغنائم حسداً لنا {بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا} لأنهم قد سمعوا أنه قد قال قبل: {لَنْ تَخْرُجُوا مَعِي أَبَدًا ..} الخ، وعلموا أنها عقوبة على قعودهم.