سورة الفتح
  بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ١٦ لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا ١٧ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ
  (١٦) {قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ} قل يا رسول الله لأولئك الذين قالوا: {ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ} ستدعون في المستقبل {إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ} فإن أسلموا كفيتم مؤنة القتال {فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} يقال: إنه جيش أسامة الذي دُعُوا أن ينفذوه في مرض رسول الله ÷، فتخاذلوا رغم إلحاح النبي ÷ في تنفيذه وتحذيره من التخلف عنه.
  (١٧) {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ} في عدم الخروج للقتال، لكن بذلك الشرط المذكور في (سورة التوبة): {إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ}[التوبة: ٩١].
  {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} بأن يجاهد في سبيله ويقوم بواجبه إذا قد وجب عليه الجهاد {يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا} ليست مسألة الجهاد مسألة مزاج، بل من يجاهد يدخل الجنة، ومن يتول يدخل جهنم بدون تأويلات ولا تعليلات لأن الدين لم يقم إلا على الجهاد ولولاه لكان الإسلام أثراً بعد عين كما قال الله تعالى: {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ}[البقرة: ٢٥١].