سورة الحجرات
  اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ١٢ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ
  (١٢) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ} لأن أغلب الظن يكون خطأ بعيداً عن الصواب {إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} لأنك قد تظن به سوء وهو بريء فهذا إثم لأنه برئ.
  {وَلَا تَجَسَّسُوا} لا تفتشوا عن الأمور التي لا يحب المؤمن أن يطلع عليها أحد {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} ولا يغتب المؤمن صاحبه المؤمن، هذه كلها تؤدي إلى فساد ذات البين بينما صلاح ذات البين هو مما أمر الله به في القرآن كما قال: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ}[الأنفال: ١] فالغيبة ربما أن النمام سمعك فمضى ينقل ذلك لمن اغتيب فيؤدي للشحناء ثم التفرق.
  {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا} هذا تشبيه للمغتاب بمن يأكل لحم أخيه ميتا، كأنه يأكل لحم أخيه ميتا حين يهتك عرضه {فَكَرِهْتُمُوهُ} هذا طبعاً أنكم تكرهون أن يأكل لحم أخيه ميتا، فكيف لا تكرهونه بينما هما سواء الغيبة وأكله لحمه ميتا، يعني يحق للمؤمن أن يكره اغتياب أخيه المؤمن كما يكره أكل لحمه ميتاً، وذلك من أبشع الصور التي قد يتصورها الإنسان فهو والمغتاب سواء لا فرق في البشاعة بينهما.
  {وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} اتقوا الله توبوا إليه واتقوه باجتناب هذه الأشياء المنهي عنها وتوبوا إليه إنه تواب رحيم.