سورة الحجرات
  فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ١٦ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ١٧ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ١٨
  {أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} في إيمانهم، إذا قالوا آمنا فهم الصادقون أهل هذه الصفة ولا يعذر الإنسان عن الجهاد، إلا أولئك الذين استثناهم الله من الضعفاء والمرضى، بشرط النصح لله ورسوله، ومن لا يجد الأنصار عليه أن يعمل ويجد في توفيرهم، وتوفير الإمكانات اللازمة للجهاد، لكي ينجو من عذاب الله.
  (١٦) {قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ} وما تكنه صدوركم حينما قلتم {آمَنَّا}؟ {وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} أطيعوه وأصلحوا أنفسكم واتقوه فهو يعلم بكل شيء لا يحتاج إلى أن تخبروه بدينكم.
  (١٧) {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا} الخطاب لرسول الله ÷ وقالوا قد أسلمنا يعتقدون أن عليه أن يرى لهم فضلاً باعتبارهم قد أحسنوا إليه {قُلْ} يا رسول الله لهؤلاء الذي منوا عليك: {لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} أنكم قد آمنتم حين قلتم أنكم آمنتم أي حتى لو كان الأمر كذلك فالمنة لله لأنه الذي يهدي للإيمان فالفضل والمنة له سبحانه وتعالى، فضلاً عن أن إيمانكم لما يثبت في قلوبكم.
  (١٨) {إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} هذا عائد إلى السورة كلها، كأنه ملخص لما تحدثت عنه فما هو في علمه سبحانه مثل ما وقع من القتال