قَوْمًا فَاسِقِينَ ٤٦ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ٤٧ وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ ٤٨ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ٤٩ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ٥٠ وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ

  هذه آيات للذين يخافون العذاب الأليم، العاجل في الدنيا، وهو تحذير للموجودين في وقت رسول الله ÷ ولمن بعدهم.

  (٤٦) {وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ} أي عذبناهم من قبل قوم موسى، وقبل هؤلاء الذين عددهم {إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} خبثة عصاة.

  (٤٧) {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} هذا حديث عن قدرة الله تعالى وأنه الذي بنى السماء بأيد: بقوة (الأيد) القوة، قال:

  فآتت أعاليه وآدت أصوله ... وأدلى بقنوان من البسر أحمرا

  كأنه في وصف نخل آدت أصوله بمعنى قويت {وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} جعلها واسعة؛ لأن السماء مشتملة على الأرض والنجوم والشمس والقمر والمجرات بكاملها.

  (٤٨) {وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ} مهدناها للإنسان جهزناها له بحاجاته التي يحتاجها من الماء والأكسجين والتربة التي تصلح للزراعة والمشي عليها مهدها أي فرشها كما يمهد ويفرش للصبي.

  (٤٩) {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} هذه قدرة عظيمة تنوع المخلوقات وجعل زوجين من كل شيء لنعرف أنه فاعل مختار يخلق ما يشاء كيف ما شاء {لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} لأجل أن تذكروا فتعرفوا الله وتعرفوا نعمته عليكم، لتشكروه.