سورة الطور
  سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ٤٣ وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ ٤٤ فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ ٤٥ يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ٤٦ وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا
  (٤٢) {أَمْ يُرِيدُونَ} بتقولاتهم هذه على الرسول {كَيْدًا} للنبي والرسالة لكي يبطل أمره، مثل قولهم: {وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ}[فصلت: ٢٦] {فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ} هم كادوا أنفسهم، لأنهم بذلك يسببون لها جهنم.
  (٤٣) {أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ} يتجهون إليه بالعبادة {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} يشركون به من هذه الأحجار التي لا تسمع ولا تبصر ولا تنفع ولا تضر، ولا ينبغي ولا يليق أن تجعل أندادا لله سبحانه.
  (٤٤) {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ} من شدة عنادهم لو كان العذاب نازلاً عليهم قطعاً من السماء لقالوا إنه {سَحَابٌ مَرْكُومٌ} وليس عذاباً مثل ما قال قوم عاد: {هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا}[الأحقاف: ٢٤].
  (٤٥) {فَذَرْهُمْ} على ما هم عليه لست مكلفاً بأن تضطرهم إلى الإيمان غصبا، ذرهم أتركهم {حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ} يوم القيامة الذي يصعقون فيه لشدة أهوالها، والصعقة: هي الغيبوبة التي تأخذهم من شدة الخوف والهول.
  (٤٦) {يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} كلما كادوا به في الدنيا وعملوا من المكر لا ينفعهم يوم القيامة، أو يدفع عنهم العذاب {وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} ليس معهم من ينصرهم لا أصنامهم ولا غيرها.