التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة النجم

صفحة 531 - الجزء 6

سورة النجم

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

  وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ١ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ٢ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ٣ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ٤ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ٥ ذُو مِرَّةٍ


  (سورة النجم) يظهر منها أنها من أول ما نزل في (مكة)

  بدليل وصف نزول جبريل # لتعليم النبي ÷ واستعمال الاسم النكرة، أعني كأن العرب ما كانوا قد عرفوا بجبريل #

  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} والنجم: قسم بالنجم، قال الإمام الهادي #: إنه عام لكل نجم مثل: {وَالْعَصْرِ ۝ إِنَّ الإِنسَانَ ..} عام لكل إنسان ليس المقصود به نجماً معيناً، أقسم به إذا هوى إذا غرب من حيث دلالته على أنه مسخر من الله سخره للطلوع والأفول وسيّره فهو دليل على ملكوت الله أي أن هذه النجوم كلها مملوكة لله وجواب القسم قوله: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ}

  (٢) {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ} الخطاب لقريش ومن حولهم يؤكد لهم أن صاحبهم الذي يدعوهم إلى توحيد الله وترك الشرك والباطل الذي هم عليه أنه ما ضل فيما أتاهم به وبلغهم، ما ضل عن الطريق ولا عن الصواب {وَمَا غَوَى} يمكن أن معناه: ما خاب بل رشد بالتبليغ والإنذار.

  (٣) {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} فيما يبلغكم وفيما يقوله لكم لا ينطق عن هوى نفسه.

  (٤) {إِنْ هُوَ} هذا القرآن وهذا الكلام الذي يبلغكم عن الله {إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} إليه إلى النبي ÷ من الله تعالى، وسمي الوحي وحيا كأنه باعتبار أنه خفي، والعرب تسمي الدلالة الخفية وحياً.