سورة القمر
  يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ ٧ مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ ٨ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ ٩ فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ ١٠ فَفَتَحْنَا
  (٧) {خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ} من الخوف قد بدت آثار الذلة عليها {يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ} من القبور {كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ} لكثرتهم وانتشارهم في الأرض وقت خروجهم، ذاهبين إلى موضع الحساب، والعرض على الله.
  (٨) {مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ} قال الإمام الهادي في (تفسيره): مسرعين، وهو مناسب لقول الله تعالى: {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ}[المعارج: ٤٣] مع أنه في أمر مخوف جداً جداً لكن من الذلة قد انقادوا واستسلموا فانطلقوا مسرعين في مشيتهم {إِلَى الدَّاعِ} الذي يدعوهم إلى محل العرض على الله {يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ} قد عرفوا أنه يوم القيامة وقد جاءهم الإنذار في الدنيا وعرفوه أنه يوم الأهوال العظيمة فهو {عَسِرٌ} عليهم ليس معه يسر، وإنما عسر خالص.
  (٩) {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ} قبل هؤلاء الذين في زمن الرسول محمد ÷ كذبوا بالآيات {فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا} كذبوا نوحاً # وهو عبد الله كأنها تفضيل له بهذا الاسم، مثل قوله: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا}[الفرقان: ٦٣] يعني: أن له شأناً عظيماً وهو مقرب عند الله، والتكذيب جريمة كبيرة {وَقَالُوا مَجْنُونٌ} ما كفاهم أن يكذبوه حتى قالوا: إنه مجنون {وَازْدُجِرَ} زجروه وحملوه على أن يمتثل الزجر يعني يترك الدعوة.