أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ ١١ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ ١٢ وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ ١٣ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ ١٤ وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ١٥ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي

  (١٠) {فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ} لا أنصار معي يدفعونهم وأنا ضعيف وهم أقوياء {فَانْتَصِرْ} انتصر لدينك يا رب.

  (١١) {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ} كناية عن نزول الماء من كل آفاق السماء {مُنْهَمِرٍ} أي غزير.

  (١٢) {وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا} تنبع من كل مكان حتى من تنور نوح نبع الماء {فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ} قد قدر الباري أن ينبع الماء من الأرض وينزل من السماء ليغرقوا {قُدِرَ} بمعنى (كتب) كقوله:

  واعلم بأن ذا الجلال قد قدر ... في الصحف الأولى التي كان سطر

  أمرك هذا فاجتنب منه التبر

  (١٣) {وَحَمَلْنَاهُ} نبي الله نوح {عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ} على سفينة ذات ألواح {وَدُسُرٍ} كأنها مسامير تضم اللوح إلى اللوح، وتضم بعضها إلى بعض.

  (١٤) {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} تحت رقابتنا تحت رعاية الله تجري فوق الماء لم تكن واقفة في مكانها إنما جرت حيث أراد الباري أن يوصلها {جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ} نجاته ومن معه في هذه السفينة كان جزاء لنبي الله الذي كان كفره قومه، جحدوا نبوته وكفروا إنعامه عليهم وإحسانه إليهم والسعاية في نجاتهم من النار، وإنقاذهم من عذاب الله ولم يترك وسيلة إلا وعملها فهو أحسن إليهم إحساناً عظيماً، وصبر عليهم زمناً طويلاً، ألف سنة إلا خمسين ولم يجد ذلك نفعاً فهذا جزاء لنبي الله نوح نصره عليهم.