التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الرحمن

صفحة 7 - الجزء 7

  وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ١١ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ ١٢ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ١٣ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ ١٤ وَخَلَقَ


  (٨) {أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ} كأن (أن) مفسرة للميزان نفسه، أن لا تطغوا في الميزان بزيادة على الحق، عندما تزن لنفسك من مال الغير لا تزد على ما هولك.

  (٩) {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ} بالعدل {وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ} لا تنقصوا في الميزان عما يستحقه المشتري.

  (١٠) {وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ} وضعها جعلها مبسوطة مفروشة ممهدة صالحة للسكن للأنام أي للخلق كلهم الذين في الأرض.

  (١١) {فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ} هذه كلها من رحمة الله لعباده مهدها وجعل فيها أرزاقاً لهم مثل الفاكهة والنخل ذات الأكمام وهي آية من الباري حين جعل التمر في البداية يكون في أكمام أخبية، وإذا كبر التمر انفتح الخباء الكُمَّ.

  (١٢) {وَالْحَبُّ} جعل الله للإنسان الحب هذا رزق عظيم وهو من رحمته بعباده {ذُو الْعَصْفِ} العصف: التبن والقصب، وهو رزق لأنعامنا كما قال: {مَتَاعًا لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ}⁣[النازعات: ٣٣] قال الإمام الهادي #: «العصف: القصب» لكن يمكن أنه يريد بالقصب قصب الذرة وقصب الشعير والبر {وَالرَّيْحَانُ} هذا هو آخرها، أنعم الله به على الإنسان، وفضله على الأنعام والسباع بهذه النعم الأشجار ذات الروائح الطيبة وهي كثيرة ومنوعة في شكلها ورائحتها، هذه نعمة عظيمة للإنسان، وتفسير الريحان بما قلنا: هو عندي أقوى من تفسيره بالرزق.