التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الرحمن

صفحة 8 - الجزء 7

  الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ ١٥ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ١٦ رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ١٧ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ١٨ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ


  وإن كان يصح استعماله في الرزق، فاستعماله في ذات الروائح الطيبة أقوى وأظهر، ولأنه ذكره سبحانه بعد ذكر الفاكهة والنخل والحب، ولو كان معناه الرزق لقدمه، كما أنه قد أغنى عن ذكر الرزق ما عدده من الحب وغيره.

  (١٣) {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا} نعم الله عليكم {تُكَذِّبَانِ} أيها الإنس والجن يعني ليس هناك نعمة يمكن أن يكذبوا بها؛ لأنها نعم ظاهرة واضحة.

  (١٤) {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ} الصلصال: الطين الذي قد يبس واشتد جفافه حتى صار يصلصل {كَالْفَخَّارِ} والفخار: هو الخزف الذي يصنعون منه الأواني ونحوها.

  (١٥) {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ} المارج: هو اللهب على تفسير الإمام الهادي # واللهب هو الأجزاء التي تنفصل عن بعضها في الهواء عند اشتعال النار، هذا هو الذي خلق منه الجان.

  (١٦) {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} هذه الآيات كلها لأن الآيات نفسها نعم وهي تبين بداية خلق الإنسان.

  (١٧) {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} وهذه من آياته العظيمة لأنه جعل للشتاء مشرقاً من الجهة الشرقية الجنوبية، وللصيف مشرقاً من الجهة الشرقية الشمالية، وكذلك المغرب فكانت مشرقين ومغربين وهو ربها الذي سخر الشمس تجري في منازلها حتى تتمها، لأنها تبدأ من أقصى منازلها في جهة الشمال وتعود إلى جهة الجنوب حتى تنتهي منازل الصيف، ثم بعدها منازل الخريف، ثم منازل الشتاء، ثم منازل الربيع، ثم تبدأ في منازل الصيف