التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الرحمن

صفحة 11 - الجزء 7

  ٣١ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٣٢ يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ٣٣ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٣٤ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ ٣٥ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٣٦ فَإِذَا


  {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} كل يوم وله شأن فهو يشفي مريضاً، أو يمرض صحيحاً، أو ينصر مؤمناً، أو يكبت ظالماً، وهكذا شئون العباد هو المتصرف فيها كيف يشاء؛ لأنه فعال لما يريد.

  (٣٠ - ٣١) {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا} نعمه {.. تُكَذِّبَانِ ۝ سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ} هذا تهديد لكي نعد أنفسنا لذلك اليوم، كما قال: {وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ}⁣[الحشر: ١٨] لأنه حساب دقيق، يسألنا عما قدمنا ويجازينا فهو يذكرنا لننتبه جميعاً الجن والإنس.

  (٣٢) {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا} نعم الله {تُكَذِّبَانِ} لأن هذا الإنذار هو من جملة النعم علينا لأننا إذا قبلنا الإنذار وكنا مستعدين للآخرة فزنا برحمة الله.

  (٣٣) {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا} كأنه يقول لأهل السموات وأهل الأرض الذين هم في قبضته كلهم لا يقدر أحد أن يهرب من قبضته سبحانه يقال لهم ذلك، وأقطار السموات جهاتها ونواحيها {لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ} لا يقدرون على الخروج منها بالكلية إلا بسلطان من الله بأن يجعل لهم قدرة ويجعل لهم تمكيناً.

  (٣٤ - ٣٥) {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا} أنعم الله {.. تُكَذِّبَانِ ۝ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنْتَصِرَانِ} هذا خاص بأعداء الله سبحانه يوم القيامة.