التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الرحمن

صفحة 12 - الجزء 7

  انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ ٣٧ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٣٨ فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ ٣٩ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٤٠ يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ ٤١


  {شُوَاظٌ} لا دخان فيه لهب من نار {وَنُحَاسٌ} فسروه بالدخان وهذا الدخان قد أشار إليه في (سورة المرسلات) حين قال: {انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ ۝ لاَ ظَلِيلٍ وَلاَ يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ}⁣[المرسلات: ٣٠ - ٣١] {فَلا تَنْتَصِرَانِ} لا يستطيع أحد أن يرد عذاب الله.

  (٣٦ - ٣٧) {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ۝ فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ ..} يوم القيامة {فَكَانَتْ وَرْدَةً} انقلب لونها إلى الحمرة {كَالدِّهَانِ} كأنها تتحول إلى سائل تذوب مثل الدهان، في (تفسير الإمام الهادي #): «الدهان: حثالة الدهن» فسروه حين قال: {يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ}⁣[المعارج: ٨] قالوا: مثل حثالة الدهن.

  (٣٨ - ٤٠) {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ۝ فَيَوْمَئِذٍ ..} في حالة من أحوالهم وهو عند وصولهم إلى أبواب جهنم حينئذ {لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ ۝ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} لا يقولون: أيش ذنبك؟ أيش فعلت؟ لأنه قد جعل الله فيهم السيماء والعلامات التي توضح أنهم مجرمون، وهو قوله: {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ}

  (٤١) {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ} فالخزنة خزنة جهنم عندما يرونهم لا يسألونهم عن شيء، وليس المقصود أنهم لا يسألون سؤال تبكيت واحتجاج وقت الحساب {فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ} قالوا إنهم يأخذون بنواصي النساء، وأقدام الرجال، وهذا عند وصولهم إلى أبواب جهنم، أما قبل ذلك فإنهم يساقون كما قال الله: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا} وقال: {مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ}.