سورة الرحمن
  فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٤٢ هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ ٤٣ يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ ٤٤ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٤٥ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ٤٦ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٤٧ ذَوَاتَا أَفْنَانٍ ٤٨ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٤٩ فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ ٥٠ فَبِأَيِّ
  (٤٢) {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} أيها الجن والإنس.
  (٤٣) {هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ} كأنه يقال لهم هذا حينما يصلون إلى أبواب جهنم.
  (٤٤) {يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ} يعذبون بالماء الحار، يغمسون فيه ويسحبون فيه لأنه قال: {إِذِ الأَغْلاَلُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاَسِلُ يُسْحَبُونَ فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ}[غافر: ٧١ - ٧٢] فمرة بين الحميم ومرة بين الجمر واللهب {آنٍ} حار شديد الحرارة قد بلغ في الحرارة أقصاها.
  (٤٥) {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا} أنعمه {تُكَذِّبَانِ} لأن الحديث عن هذا رحمة للناس لأنه إنذار فهو نعمة.
  (٤٦) {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} المؤمن الذي خاف مقام ربه وهو لا يزال في الدنيا خاف الموقف في ذلك اليوم يوم يقوم الناس لرب العالمين، يوم العرض على الله، واستعد له في الدنيا، هذا يكون له في الجنة جنتان لأن الجنة مشتملة على جنات كثيرة بساتين متعددة.
  (٤٧ - ٤٨) {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا} نعم الله {.. تُكَذِّبَانِ ذَوَاتَا أَفْنَانٍ} الأفنان قد تكون بمعنى جمع فَنَن وهو الغصن، وقد تكون بمعنى فن وهو النوع من الشيء، وأنا أرجح في هذا الموضع أن المقصود به الأغصان؛ لأنها جمال للشجرة، كما أن جمال الشجرة في الورق كذلك الأغصان لأنها زينة لها