سورة المجادلة
  فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ١٦ لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ١٧ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ ١٨ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ
  {إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} كلمة {كَانُوا} تدل على التكرار في الماضي، وأنه قد طال أمدهم في معاصي الله وليس فقط هاتين الجريمتين المذكورتين.
  (١٦) {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا} كأنه يعني صدوا غيرهم {عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} بسبب أيمانهم الكاذبة التي اتخذوها وسيلة للتضليل والخداع؛ لأنه يظهر أن بعض المؤمنين كانوا يغترون بكلامهم كما قال سبحانه: {وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ}[التوبة: ٤٧] {فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} دلالة على أنهم قد ارتكبوا جرائم كبيرة.
  (١٧) {لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} لا يغتروا بأموالهم ولا بأولادهم التي أنعم الله بها عليهم في الدنيا فهي لا تدفع عنهم من عذاب الله شيئاً {أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} في الدرك الأسفل من النار.
  (١٨) {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا} المنافقين والكفار {فَيَحْلِفُونَ لَهُ} في محاولة يائسة للتغطية على جرائمهم {كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ} مثل ما يحلفون لكم في الدنيا الآن {وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ} يحتمل: أن المقصود في الدنيا أو في الآخرة {أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ} والباري سبحانه عالم بهم ولا يمكن أن يغتر بكذبهم سبحانه.