سورة الحشر
  هُمُ الصَّادِقُونَ ٨ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ٩ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا
  (٨) {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} توجيه للرسول ÷ ليعطي هؤلاء الفقراء الذين قد هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأموالهم، وهم من المساكين والمحتاجين وإنما هاجروا لنصرة دين الله، ورسوله، وليحافظوا على دينهم ويتقربوا إلى الله بالجهاد بين يدي الرسول ÷، فهم الصادقون في إيمانهم والصادقون في هجرتهم، فيعطيهم الرسول من هذا الفيء، لأنهم محتاجون إليه، وفيهم فائدة عظيمة ونصرة للإسلام.
  (٩) {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ} ويعطي الفقراء الذين تبوؤوا الدار أي المدينة المنورة تبوؤها استمروا في سكناهم لها لكونها قد صارت بلاد الإيمان والإسلام فتبوؤها لهذا، ولو كان النبي ÷ في غير بلادهم لهاجروا إليه وهؤلاء هم الأنصار.
  {يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ} لأنهم أحبوا الله ورسوله، وأحبوا الإسلام فما كان فيه نصرة للإسلام وزيادة في قوته أحبوه، فلأن هؤلاء المهاجرون جاءوا ليجاهدوا مع الرسول ÷ أحبوهم بحب الإسلام.
  {وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا} مهما أوتي المهاجرون من المال لا يجد الأنصار في صدورهم أي شيء من حسد أو غيرةٍ، بل يفرحون بذلك.