سورة الحشر
  لَكَاذِبُونَ ١١ لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ ١٢ لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ ١٣ لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ
  (١١) {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ} هذا تعجيب من حال هؤلاء المنافقين الذين كانوا يحرضون إخوانهم اليهود على عدم الانصياع لأمر الرسول لهم بالخروج بعدما نقضوا العهد، بل وعدوهم بالتضامن والخروج معهم وهو تحريض مبطن على عدم الخروج {وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا} لا نطيع محمداً فيما كان ضرراً عليكم {وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ} إذا قاتلكم المسلمون فسنقاتل في صفكم {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} وكفى بالله شهيداً، ثم فسر كذبهم ما هو فقال: {لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ}
  (١٢) {لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ} بل يفرحون بالسلامة لأنفسهم لأنهم قد تستروا بالإسلام ظاهراً ولأنهم قوم يفرقون {وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ} على فرض لو حظروا الحرب لكي ينصروهم {لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ} يهربون من الحرب {ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ} حين يولون الأدبار بل سيقتلون أو يشردون.
  (١٣) {لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ} في صدور هؤلاء المنافقين {مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ} لأنهم لما لم يفكروا في آيات الله ما عرفوا الله، ولا عرفوا الآخرة فخوفهم من المؤمنين أشد من خوفهم من الله.