سورة الحشر
  وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ١٧ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ١٨ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ١٩ لَا
  (١٧) {فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا} الشيطان والإنسان {وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} قال الحسين بن القاسم: «إن هذا الشيطان هو من شياطين الإنس؛ لأن شيطان الجن لا يراه أحد وهو قريب».
  (١٨) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ} هذه بداية لموعظة عظيمة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} ولتحملكم تقوى الله والحذر من عذابه على أن تنظروا ماذا قدمتم لغد ليوم القيامة هل ينفعها ما قدمت ويوصلها إلى الجنة، أو أنه عمل غير صالح يسبب لها عذاب جهنم، يعني الأمر مهم جداً وينبغي الاستعداد له ومحاسبة النفس ومراجعة الماضي والتخلص مما يلزم التخلص منه.
  {وَاتَّقُوا اللَّهَ} حين تحاسبون أنفسكم وتنظرون ما قدمتم لغد فاتقوا الله ولا تتساهلوا حينما يرى الإنسان أنه قد أذنب ويرى صفحات ماضيه ملطخة بالآثام فعليه أن يتقي الله، ويُجِدّ في التوبة والتخلص من حقوق المخلوقين {إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} فحق علينا أن نتقيه لكونه مطلعاً على كل أعمالنا الصالحة والسيئة وهو الذي يحاسبنا وهو الذي يجازينا.
  (١٩) {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ} لا تنسوا الله مثل هؤلاء المنافقين الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم، كما قال - أيضاً -: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ}[التوبة: ٦٧] سلبهم التوفيق والهداية، فلم يوفقوا لتلافي أنفسهم من عذاب الله وإنقاذها من النار وهم لا يزالون في دار الخيار، فظلوا