سورة الحشر
  يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ٢٠ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ٢١ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ٢٢ هُوَ اللَّهُ
  مشغولين بالدنيا واتباع الأهواء {أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} الذين غفلوا عن ذكر الله واتجهوا إلى الدنيا.
  (٢٠) {لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ} هذا تنبيه للغافلين لأن أكثر الناس على هذا أهل غفلة يحتاجون إلى خطاب وإنذار قوي بهذا الشكل لتوضيح أنه يوجد فارق كبير بين أصحاب الجنة وأصحاب النار {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ} لأنهم صبروا على طاعة الله واجتناب معاصيه ففازوا بالجنة.
  (٢١) {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ} يعني جدير بكم أن تتقوا الله وترجعوا إليه، لأنه قد أعطاكم هذا القرآن الذي لَوْ أَنزَله عَلَى جَبَل على ضخامته وصلابته وعقل الجبل هذا القرآن {لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} لأن القرآن شيء عظيم، فيه مواعظ عظيمة، وزواجر كبيرة، وتحذير شديد حين يحذر من جهنم، فجدير بنا أن نحذرها؛ لأن الجبل نفسه لو نزل عليه القرآن لتشقق وتصدع من خشية الله {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} هذا المثل حين قال: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ ..} هو من الأمثال التي يضربها للناس ليتفكروا وينتفعوا بها وتتجلي بها المعاني وتتضح للناس ليهتدوا بها.
  (٢٢) {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} فلا تنسوه اذكروه وراقبوه واتقوه وكونوا معه لأنه {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} ما عملتم فهو عالم به لا يخفى