سورة الحشر
  الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ٢٣ هُوَ اللَّهُ
  عليه شيء مما خفي أو ظهر حتى ما في ضمائركم كله هو يعلمه {هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} فيلزمكم أن تتقوه لأنه سوف يرحمكم إذا اتقيتموه فهو يقبل من رجع إليه وتاب من ذنوبه.
  (٢٣) {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} أكدها مرة ثانية لنعلم أنه ليس هناك من يصح أن يرجع إليه ويطلب ويعبد إلا هو {الْمَلِكُ} ملك الملوك لأنه المالك للعالمين جميعا ولذلك كان له الأمر والنهي والتصرف فيهم كيف شاء {الْقُدُّوسُ} المقدس المنزه عن كل نقص وعن كل عيب {السَّلَامُ} لا ينال بضر، أو السلام في معاملته لعباده لا يريد لهم إلا السلامة والخير وإنما هم الذين يجنون على أنفسهم بمخالفته {الْمُؤْمِنُ} للأحياء من الإنسان والحيوان الذي جعل الأمن في قلوبهم ليعيشوا في طمأنينة لأنه لو لا الأمن لتعكر صفو حياتهم وساءت معيشتهم حينما لا ينفكون يتذكرون ما يمكن أن يصيبهم من البلاء وأنواع المحن مما يبتلى به الناس عادة {الْمُهَيْمِنُ}.
  قال في (تفسير الشرفي): معناه: الرقيب على كل شيء الحافظ له وقيل: اسم لله سبحانه وتعالى من أسمائه الحسنى وهو إما بمعنى الرقيب على كل شيء الحافظ له، أو الشاهد، أو القائم على كل نفس، أو المتولي لرعاية عباده، وأحسن ما أراه في معنى {الْمُهَيْمِنُ} أنه بمعنى الرعاية لعباده والتولي لشئونهم والحافظ لهم، من قولهم: هيمن الطائر إذا رفرف على فراخه.
  {الْعَزِيزُ} الغالب الذي لا ينال {الْجَبَّارُ} كذلك القاهر فوق عباده، أو باعتبار شدة عقابه لأعدائه مثلما قال: {وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ}[الشعراء: ١٣٠] يعني: من القوة والاقتدار {الْمُتَكَبِّرُ} بالحق، لأن له الكبرياء